التحرر من الماضي | لماذا أتمسك بالماضي رغم ألمه ؟ | ألم موت الأحباب
هل الماضي يعود ويطرق بابك دائما ؟
لماذا يعود بإستمرار وكأن بيني وبينه رابط وتعلق وصلة لا تنقطع ، كأنني أنا - من يريده - ألا يمضي ؟
من المؤكد أن هناك أسباب تجعلك تتذكر الماضي وتنهل من الذكريات المؤلمة ، وعليك معرفة كيفية التعامل مع ذاك الماضي المؤلم، لكي تتمكن من أن تحيا حياة أفضل . دون التأثير علي صحتك النفسية و العامة .
التحرر من الماضي | لماذا أتمسك بالماضي رغم ألمه ؟ | ألم موت الأحباب
لماذا أنت علي علاقة لا تنقطع مع الماضي المحزن ؟
هناك أسباب عديد تدفع المرأ للعيش في ماضيه بإستمرار، تعالي معي نناقش هذه الأسباب، لعل أحدها يكون هو معيقك للعبور إلي المستقبل وتجاوز الماضي .
1 - أول هذه الأسباب قد يكون شعورك بالواجب نحو الماضي ، ( نحو أشخاص بعينهم ، أو أحداث بعينها ) .
حيث تعتبر أن نسيانك لمشاعر الألم المرتبطة بهذا الموقف المؤلم ، تعد كنوع من الخيانة للموقف أو للأشخاص وحتي لنفسك.
وقد تتهم نفسك بالتبلد، وعدم الشعور ، والأنانية .
فكيف سمحت لنفسك بتجاوز هذا الماضي ؟
كيق نقضت عهد الوفاء ؟
وكأنك أصبحت معدوم المشاعر وخائن .
مثل حادث إنتقال شخص عزيز لديك ، فتعتبر مشاعر الأسي والحزن هي نوع من العرفان لهذا الشخص المنتقل ، تقدير لأهميته في حياتك ، وأن التخلي عن مشاعر الألم، هو تخلي عن الشخص نفسه ، وتقصير في حقه .
لقد عبر هذه الحياة ، وانتقل إلي حياة أخري سعيدة سماوية بلا ألم ولا حزن ولا تنهد . بعدما أكمل رحلته ورسالته في هذا العالم .
وجميعنا سننتقل مثله ذات يوم ، إنه إختبار لإيمانك ، أقصد ترك الحزن هو إختبار لإيمانك، أين إيمانك بالحياة الأبدية، والراحة الأبدية ؟
إن تخليك عن الحزن هو إعلان لإيمانك بحياته الأبدية.
في الغرب أعتادوا في الغالب علي إقامة حفل تأبين للمنتقل ، حيث يحتفلون بمسيرة حياة المنتقل ، وما صنعه خلال رحلة حياته علي الأرض. ويشيدون بها.
بعكسنا هنا ، نحزن ونحزن، ونقيم عهد من الحزن تجاه ما مضي ، وأيضا نعتبر تخلينا عن الحزن أنه نوع من الخيانه ونكران الجميل ...
2- السبب الثاني لتعلقنا بالماضي المؤلم هو رغبة منك في عدم تكرار الماضي .
فأنت تذكر نفسك علي الدوام بهذا الموقف ، وكم كان مؤلم ، وأنك لن تكرره مهما حدث .
دعني أصدمك ، لن تكرر الموقف الذي تسبب في ألمك ، لكنك تكرر الشعور بالألم ، فأنت بذلك تشعر بألم مضاعف دون أن تمر بالموقف ، ويا للأسف ... نفس المشاعر المؤلمة ، نفس الثورة ، والحقد والنقمة والحزن .
إذن أنت تعاقب نفسك ، بدلا من المرور وترك الماضي ، وصنع الحاضر الرائع المبارك .
3- قد يكون السبب أيضا أنك تحب أن تلعب دور الضحية .
لا تستطيع أن تصنع الحاضر ، لديك عجز نفسي أو شلل نفسي ، بحيث أنك سجنت نفسك في دور الضحية، ملقيا كل أسباب فشلك وعدم تقدمك علي الماضي المؤلم .
مثل مريض بيت حسدا ، جلس عند البركة يعاني من الشلل النفسي ، قبل الشلل الجسدي لمدة 38 سنة ...
38 سنة يعيش في دور الضحية ، فهو لا يحبه أحد ، ليس له أحد يساعده ، متي جاء الملاك وحرك الماء ...
لقد رأي معجزات الرب طوال ال 38 عام ، رأي أن ملاك الرب يحرك الماء ، رأي من يحصل علي المعجزة ، وظل كما هو محصور داخل ألمه ، فليس له أحد كما قال ، لأنه أحب الاستسلام وعدم التقدم، أحب أن يلعب فقط دور الضحية .
كيف تتخلص من الماضي المؤلم ؟
• تقبله .. سامح الماضي ، أغفر لنفسك وللآخرين ..
فلم يعد في يديك أن تبدله ، مهما رفضته ، لكن يمكنك ألا تكرره.
• لذلك لا تكرر الماضي، فلا تكرر فعله ولا الحديث عنه .ولا تعيد تذكره والتحدث به مع نفسك أو مع غيرك بتاتا . و لا تقوم بكتابة أحداثه في مذكراتك ، اكتب أحداثك السعيدة فقط، التي عندما تقرأها تصبح أكثر سعادة ، وشكر و إمتنان .
الجروح
من العبث الشديد أن يكون لديك جرح في يدك مثلا ، وبدلا من أن تعالجه ، تقوم بالضغط عليه كل حين ، لتتأكد أنه مازال يؤلمك بنفس الشدة ، ولا تهتم بعلاجه .
اهتم بعلاج جروحك ، لكي تطيب ، ولا يكون لها أي اثر سلبي ، يعوق تقدمك .
أن تحيا معافي نفسيا ، ليس نوع من الخيانة ، ولا الأنانية، في الواقع ألمك لن يسعد أحد ، بل علي العكس قد يشقي من حولك.
أتمني للجميع حياة مباركة سعيدة بلا ألم ولا تعب ، حياة مفرحة مملؤة بركة .
أهلاً بك ، نشكرك لمرورك الكريم🌹