الرسالة الروحية للألم
محبة وسلام وأهلا وسهلا بالجميع ، الرسالة الروحانية للألم. هذا هو موضوعنا اليوم.
اعتقد أن الآن وصلنا لمرحلة حيث أدركنا فيها أن رحلتنا الحياتية هدفها هو الترقي ، والتعليم الروحي ، والوصول أكثر لفهم جوهرك و ذاتك.
كيف سأتعلم ؟
اسمع الآن أحدكم يقول لي، لا تقولي من خلال الألم.
لأن هذه هي الحجة التي تضعونها أمامنا ، لكي نتقبل حياتنا المريرة.
كيف تتعلم في مدرسة الأرض ؟
تتعلم في مدرسة الأرض بطريقة من طريقتين :
١- إما بالطريقة السهلة
٢- أو بالطريقة الصعبة.
سأقول لك مثال ربما سيوضح الفكرة أكثر. مثلا كلنا عارفين أن السرقة خطأ، في واحد فهم بالطريقة السهلة وأدرك بسرعة واستوعب الموضوع وفهم تماما أن السرقة أمر سييء وخطأ.
ولكن هناك شخص آخر للأسف ، هذا الدرس كان صعب عليه ولم يستوعب ، فسرق و تعرض للعقاب ، الذي جعله يفهم بالطريقة الصعبة أن السرقة خطأ.
إذن هو اختار الطريقة الصعبة ، لذلك نقول إن الألم ينتهي عندما تفهم الدرس.
أعاني من مشاكل في الحب.
أقصد مشاكل مع الطرف الآخر.
أنا في علاقة شائكة.
في علاقة مع نرجسي.
مثلا الوصول للطرف الآخر مستحيل. وهكذا مشاكل كثيرة.
وتحدث المعاناة، وتمر بليالي مظلمة. إلي أن تصل لإدراك الهدف.
هل أنت عندك مشكلة المحدودية ، مشكلة وهم الانفصال؟
تري أننا عناصر مختلفة. أن الآخر المحدد يختلف عني واحتاجه لكي يكملني،
فدرسك هنا هو أنك تحتاج للتخلص من وهم الانفصال. وأن تدرك الوحدة .
هل محاولتي للاكتمال بالآخر هي لأني أبحث عن الشيء الذي نقص عندي ولا أستطيع أن أكمله. والذي علي الأغلب هو جوهرك وذاتك.
غالبا المشكلة التي ستكون عندك ستكون مشكلة روحية ، وجودية تخص إدراكك وعندما تعرفها مبشؤة سينتهي ألامك.
فعندما تفهم الحكمة من الألم من المؤكد أن الألم سينتهي .
كونك سعيد وهاديء ومتناغم ومبارك ، هذا مهم جدا ليس فقط لك، بل مهم أيضا للكون كله، لأننا جميعنا لبعض مثل مجموعة تروس نشغل بعض ، فعندما يكون عندك عطل، أنا أيضا الترسي يكون غير قادر على العمل.
ولكي يحدث هذا التناغم لابد أن جميعنا نكون في سلام داخلي وفرح وتناغم.
لابد أن تقتلع جذور الألم وبالتالي شجرة الألم الخاصةبك لن تثمر لأنك قطعت الجذرها.
كن شفوقا
لابد أن نكون شفوقين نحو بعضنا البعض. لأن ليس الكل عنده القدرة علي تحمل الألم بنفس القدر.
في الطب تسمي القدرة علي تحمل الألم pain threshold ، وهو الخط الذي عنده تبدأ الشعور بالألم. وهذا يختلف من شخص للآخر
يقولون اذا وقع حائط على مجموعة ، لن نشعر جميعنا بنفس مقدار الألم ، ولن نصاب جميعنا بنفس الإصابات .
التكييف مع الألم
ان كثرة تعرض الشخص للألم ، سيزيد من قدرته علي تحمل الألم ويقلل حساسيته ،ويصيبه بدرجة من التبلد وعدم الإحساس وهذا يحدث عادة كنوع من التكيف مع الألم .
فتجدنا نكرر بعض الكلام الكثير عن الرضا والقبول والتكيف والاحتمال والصبر وهكذا ...
كل هذا يحدث كدعوة للتكيف والاحتمال، غير مدرك أن الألم هو معلمك و مرشدك لدرس معين لابد أن تتعلمه .
لابد أن تدرك أن الألم سيرفع عنك بمجرد تعلم الدرس، ولن تكون مضطر أبدا للتحمل أو الصبر ، أو أن تتقبله وتتكيف معه وهكذا. ...
لكن نحن نتعامل مع الألم بأن نتكيف معه فيتحول إلي ألم نفسي. فتتحول لإنسان بائس رافض لكل شيء غير متقبل لرحلتك الحياتية ورافض حتى أن تسمع أن الألم له حكمة.
رسالة لك أنت
أنت الذي تقرأ هذا المقال الآن، انت أكثر من تعرض للمعاناة والألم في حياتك ، لأنك مادمت تبحث في قنوات الوعي وهدفك هو الوعي والإدراك ،فأنت وعيك عالي وسابق لكل من حوالك ، فلا تستغرب معاناتك أكثر منهم،
لأن الألم هو بوابتك لوعي أعلى. هو معلمك لدرس أكبر. هذا طبعا في حالة انك اخترت الطريق الصعب للتعلم .
أتمنى للجميع رحلة وعي وإدراك سامية ، سماوية ، سهلة ، متناغمة.
أهلاً بك ، نشكرك لمرورك الكريم🌹